المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اوفياء في عصر المال


sam__9
07-02-2007, 04:28 AM
رفضوا الإعتراف بمقولة "إنه عصر الإحتراف" وتمسكوا بأنديتهم
أوفياء في عصر المال والإحتراف ..

إنه عصر الإحتراف ... هذه الجملة البسيطة في كلماتها ... الحاسمة القاسية في معناها، أصبحت من أكثر التعابير التي تتردد على مسامعنا، وتصدم عيوننا وعقولنا ومن ثم قلوبنا كلما التقيناها في وسائل الإعلام مرئية أو مقروءة، أو كلما وردت في مناقشاتنا اليومية البسيطة، إنه تعبير قاس بكل ما يحمله من وضوح يرغمنا جميعاً على الإتفاق على واقعيته، خاصة حينما يكون الأمر متعلقاً بالحديث عن الإحتراف في ملاعب كرة القدم الأوروبية، حيث نضجت التجربة لديهم بما يكفي، وانتهت مصطلحات من نوعية (الإنتماء – العاطفة – حب النادي – الوفاء للنادي – الإرتباط بجماهير النادي ).... إلى آخره من تلك التعابير التي نعيشها في كل لحظة في ملاعبنا العربية، دون أن يكون لها مصداقية بشكل أو بآخر ...


ويا لها من مفاجأة سارة (لأنصار العاطفة) حينما نكتشف أن الأمور ليست بهذه القسوة أو ذلك الجفاف بشكل مطلق، نعم إنه عصر سيطرة المال والإعلام والإحتراف على كرة القدم ... ولكنه لم يخل تماماً من الوفاء والعاطفة والتمسك بألوان ناد ما دون سواه، وكأنه زواج كاثوليكي لا يعرف الطلاق أو الإنتقال لزوجة أخرى (ناد آخر) ... نعم هناك أسماء في ملاعب أوروبا والتي تعد أكبر معاقل الترويج لفكرة (عصر الإحتراف) هذه الأسماء لنجوم أعطونا الأمل في أن هناك قيمًا إنسانية لم يدهسها عصر المال والإحتراف بعد ...

وليس هناك من دليل قوي على صحة ما ذهبنا إليه من أن هؤلاء النجوم لم يكن ينقصهم شيء لكي ينتقلوا إلى أندية أخرى ويحصلوا على المزيد من المال وربما المزيد من النجومية والتغطية الإعلامية، ولكنهم رفضوا كل المغريات وفاء لناديهم الذين ارتبطوا به لفترات طويلة، وربما ارتبطوا به للأبد ...

والنماذج التي سوف نستعرضها سيكون لها أكبر الأثر في توضيح الفكرة التي نرمي إليها ...
- جاري نيفيل – بول سكولز – ريان جيجز (أوفياء أولد ترافورد) ... دائماً ما يتحدث عشاق "المان يونايتد" عن قصة الوفاء والحب التي ربطت بين السير "ألكس فيرغسون" وناديهم واستمراره في قيادة الفريق منذ 20 عاماً، ولكن هناك بعض النجوم في صفوف الشياطين الحمر كان لهم نصيب كبير في مشاركة "فيرغسون" معظم الإنجازات التي حققها مع النادي، حيث تدور أعمار كل من "جاري نيفيل وبول سكولز وريان جيجز" حول 33 عاماً، وقد بدأوا مسيرتهم مع الشياطين الحمر منذ مطلع العشرينات من أعمارهم، أي أنهم قد أمضوا عقداً من الزمان بين جدران "أولد ترافورد" معقل "المان يونايتد" ورفضوا أن يتخلوا عن الدفاع عن ألوانه طوال تلك السنوات .




- جون تيري (مثالية المدافع القائد) ... ربما لا يوجد مدافع في تاريخ الكرة الإنكليزية نال من الإحترام والتقدير ما ناله "جون تيري" قائد وكابتن المنتخب الإنكليزي ونادي "تشلسي" عطفاً على حماسه المنقطع النظير وقيادته لدفاعي المنتخب والنادي بكل إخلاص، فضلاً عن إلتزامه الأخلاقي والإجتماعي خارج الملعب، وهو النمط الذي يعشقه الإنكليز، ما يهمنا هنا هو أن "جون تيري" بدأ حياته الكروية بين جدران "ستامفورد بريدج" وجاهد كثيراً للوصول للمكانة التي وصل إليها، وكانت مكافأته الكبرى الحصول على أغلى بطولتين في تاريخ النادي وهما بطولتا الدوري الإنكليزي في الموسمين الأخيرين، وها هو "تيري" يواصل مسيرة العطاء مع "البلوز" عاقداً العزم على التجديد للفريق وفي الوقت ذاته فإنه أبدى تمسكاً بمدربه "خوزيه مورينيو" الذي وصف "تيري" بأنه أفضل مدافع في العالم على الإطلاق، وأنه يستحق أن يتم إنتاج فيلم سينمائي يحكي مسيرته مع "تشلسي" ومع "منتخب إنكلترا" بداية من مراحل الناشئين وصولاً إلى الحصول على شارة القيادة، ويرى "مورينيو" أن "تيري" يجسد مثلاً أعلى للشباب في وفائه لناديه ولمنتخب بلاده وفي قصة صعوده الرائعة.




- ستيفين جيرارد (عاشق عشاق الليفر) ... نعم هو كذلك تماماً وفقاً لتصريحاته التي قال فيها "أنا أعشق كل شخص من جماهير وعشاق ليفربول، وكل شخص يعشق الليفر هو فرد في عائلتي، ولم يكن لي أحلام منذ طفولتي إلا أن أكون يوما ما قائدا لفريق ليفربول" ... وعلى الرغم من إمكاناته الرائعة التي كانت دافعاً لعديد من الأندية أن تسعى للحصول على خدماته، وآخرها تلك العروض والإغراءات التي جاءت من أندية اسبانية مرموقة، ولكن "جيرارد" ومعه عشاق "الليفر" لا يتخيلون قائدهم بعيداً عن عيونهم أو مدافعاً عن ألوان أخرى غير "الأحمر" ولكن ليس أي "أحمر" ... فقط "أحمر ليفربول" .




- باولو مالديني ( رمز الوفاء المطلق في الميلان) ... في صيف عام 1985 بدأ شاب صغير كان يبلغ من العمر 16 عاماً مسيرته مع "إيه سي ميلان" وها هو قد بلغ عدد مشاركاته مع الفريق الذي عشقه بالوراثة وعشقته جماهيره، بلغ عدد مشاركاته 598 مباراة، على مدار 21 عاماً، إنه "باولو مالديني" الذي أصبح يجسد ما نستطيع أن نسميه "أسطورة الحب والوفاء للميلان" ولا مبالغة في هذا الأمر على الإطلاق، ومن المعروف أنه إبن "سيزار مالديني" الذي لعب للميلان أيضاً في خمسينات وستينات القرن الماضي، وها هو نجل "باولو مالديني" والذي يبلغ من العمر 10 سنوات، ويسمى "كريستيان" ها هو يستكمل المسيرة التاريخية للعائلة "المالدينية" التي ارتبطت بالميلان، حيث يلعب "كريستيان" في صفوف فرق الناشئين في "الميلان" ....




- فرانشيسكو توتي (روما للأبد) ... الكابتن والملهم لنادي "روما" والذي يرفض بكل إصرار ومنذ سنوات أن يتخلى عن ناديه الذي أتعبته المشاكل المالية بالمقارنة بغيره من الكثير من الأندية الإيطالية والأوروبية التي كانت تتمنى أن يكون "توتي" في قوائمها، ولكن إبن الأكاديمية الكروية في النادي، والذي بدأ المسيرة معه منذ العام 1990 ، وهو العام الذي رفض فيه "توتي" وعائلته عرضاً مغرياً من "ايه سي ميلان" للإنتقال إلى صفوفه، منذ ذلك الحين وهو يدافع بكل ما أوتي من قوة عن ألوان "أيه إس روما" ليسجل معه قصة عشق تعد نموذجاً رائعاً من الناحية الإنسانية في عصر كروي أصبح أسيراً لصفقات الإنتقالات وأموال الرعاة ...








- راؤول غونزاليس (الريال قبل المال) ... ربما لا يوجد أي ناد في أوروبا يأتيه نجوم ويرحل عنه نجوم من العيار الثقيل بمثل ما يأتي ويرحل النجوم عن "ريال مدريد"، ولكن معشوق الجماهير الإسبانية بكافة ميولها، والفتى المدلل لجماهير النادي الملكي "راؤول غونزاليس" يشكل استثناء من تلك القاعدة التي باتت واقعاً ملموساً في الريال، خاصة خلال السنوات الأخيرة ... راؤول والذي ارتبط بعلاقة خاصة مع "أتليتكو مدريد" منذ طفولته، أصبح يشكل رمزاً من رموز النادي الملكي، حيث حقق معه 4 بطولات للدوري الإسباني، و 3 ألقاب أوروبية، وغيرها من الإنجازات، كما أن جماهير النادي لا تتخيل أنه قد يرحل أو كان يفكر في لحظة ما في أن يرحل بعيداً عن "سنتياجو برنابيو" معقل "الريال" .... ليظل "راؤول" الهداف والرمز الكبير في الجيل الحالي متمسكاً بالبقاء في صفوف النادي الملكي حتى تأتي اللحظة التي يعلن فيها التوقف عن تسجيل المزيد من الأهداف ...





هؤلاء النجوم الذين تناولهم هذا التقرير لا يشكلون سوى عدد قليل من بين الكثير من نجوم كرة القدم حول العالم، وربما في عالمنا العربي نجد لهذا النمط الرافض لآليات عصر الإحتراف مثيلاً ... حيث تظل القيم الإنسانية مثل الوفاء والإرتباط بالمكان والجماهير وغيرها من القيم الإنسانية قيد الحياة في عالم كرة القدم الذي أصبح أسيراً للعبارة الشهيرة والأكثر استخداماً في عصرنا الحالي ألا وهي عبارة (إنه عصر الإحتراف) .

Da7oOoM
07-02-2007, 04:49 AM
يعطيك العافيه اخوي المبدع سااام


موضوع جميل في القسم الرياضي واحس انك متعصب حيل الله يكفيني شرك خخخخخخخخخخخخخ



تقبل تحياتي

السيسبان
07-02-2007, 03:37 PM
الاخ العزيز

سام 9

مشكور على الموضوع المميز واللذي بكل صراحهه من اجمل ماقرات

فمنذ وقت لم اشاهد مثل هذه المواضيع الجميله

الغالي سام 9

الى الامام واعتبرني احد قراء ماتكتبه اناملك