المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لوم النفس


الزعيم
23-03-2007, 04:11 AM
اللوم لغة:

اللوم كما تقول اللغة هو عذل الانسان على ما لا ينبغي ومن ذلك قوله تعالى في سورة ابراهيم: “فلا تلوموني ولوموا انفسكم”

والملوم هو الشخص المعذول كما في قوله تعالى في سورة الاسراء: “ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا” وقوله في السورة نفسها: “ولا تجعل مع الله إلهاً آخر فتلقى في جنهم ملوماً مدحوراً”، وهو من يستحق ان يوجه الناس إليه اللوم كقوله تعالى في سورتي المؤمنون والمعارج “إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين” وقوله في سورة الذاريات: “فتول عنهم فما أنت بملوم” أي ليس لأحد ان يوجه إليك اللوم

والتلاوم هو تبادل اللوم فيقال: تلاوم الرجلان إذا لام كل منهما الآخر (فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون)

واللومة هي اللوم كما في قوله تعالى في سورة المائدة: “يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم”،

واللوام هو من يكثير اللوم أو يشتد في لومه والنفس اللوامة هي التي تلوم صاحبها لوما شديدا على ارتكاب الشر أو التقصير في عمل الخير

واللائمة هي الأمر الذي يلام عليه الانسان.


سلطة الضمير

إن المراد بفضيلة لوم النفس في حديث القرآن الاخلاقي هو ان يتعود الانسان ملاحظة نفسه في أقوالها وأعمالها وحركاتها وسكناتها ليتابعها ويراجعها حين تنحرف أو تهم بشيء من الانحراف ليعيدها إلى الصراط ويقيمها عليه ويلزمها به وكذلك يراجعها وهي تسعى في مجال الخير ليفجر فيها ينابيع النشاط والقوة والاجتهاد حتى تزداد من الخير وتجتهد في ميدان البر والإنسان بهذه الفضيلة الاخلاقية القرآنية يقيم من نفسه على نفسه حارسا يقظا حذرا يمنعها من السوء ويدفعها الى الطيب من العمل والقول والتفكير وكأن هذه المتابعة للنفس هي ما يسميه أهل عصرنا بسلطة الضمير وليست فضيلة اللوم للنفس غاية تطلب لذاتها بمعنى انه ينبغي ان يعاتب الانسان نفسه ويلومها لمجرد اللوم والمعاتبة وانما هي فضيلة مطلوبة عند وجود داعيها ومقتضيها فلو ان الانسان حافظ على استقامة سلوكه وتصرفه وتفكيره منذ بداية الطريق الى نهايته وهذا امر متعسر او متعذر لما كان هناك داع يدعو إلى لوم النفس أو مؤاخذتها والا كان ذلك تصرفا لا مسوغ له ولا مبرر ولكن من أخطأ هو الذي يحتاج إلى فضيلة لوم النفس وليس معنى هذا ايضاً ان يتعمد الانسان الخطأ ليوجد فرصة يلوم فيها نفسه فقد يكون ذلك عبثاً يتنزه عنه العقلاء لأن من تجنب الخطأ والتزم الصواب وأحسن المسعى افضل ممن تعمد الوقوع في الخطأ ثم شرع يندم عليه ويثوب منه. فحتم على كل ذي حزم آمن بالله واليوم الآخر ألا يغفل عن محاسبة نفسه والتضييق عليها في حركاتها وسكناتها وخطراتها وخطواتها وحديثها فإن كل نفس من انفاس العمر جوهرة نفيسة لا عوض لها، وانقضاء هذه الانفاس ضائعة أو مصروفة إلى ما يجلب الهلاك خسران عظيم هائل لا تسمح به نفس عاقل.

وهناك في القرآن الكريم آية تشير إلى مكانة النفس اللوامة التي تواظب على لوم نفسها حتى تظل على الصواب وتتباعد عن الخطأ ولذلك جمع الله تعالى في القسم بين هذه النفس اللوامة ويوم القيامة فقال عز من قائل: “لا أقسم بيوم القيامة. ولا أقسم بالنفس اللوامة”.


أقوال في النفس اللوامة

وجاءت أقوال في المراد بالنفس اللوامة منها:

* هي نفس آدم عليه السلام لم تزل تلوم نفسها على فعلها الذي خرجت به من الجنة.

* هي نفس الانسان الشقي حين يشاهد احوال القيامة وأهوالها فإنها حينئذ تلوم نفسها على ما ارتكبت من المعاصي.

* هي نفس الانسان الملول الذي يطلب الشيء فإذا وجده مله وزهد فيه فيلوم نفسه على انه طلب واجتهد للحصول عليه.

* هي النفس الشريفة المحاسبة التي لا تزال تلوم نفسها وتشعر بالتقصير وان اجتهدت في الطاعة وتتمنى مزيدا من البعد عن السوء مع مزيد من مضاعفة الخير وهذا اجدر الأداء بالقول.



خاتمة:

ينبغي ان نتذكر أن من ثمرات لوم النفس ان الوصول إلى مكانة الرضا والطمأنينة يكون عن طريق فضيلة لوم النفس، ولكن المؤسف في دنيا الناس اننا نجد الكثيرين منهم يلومون غيرهم ويقسون في الحكم على سواهم، ويحصون على من عداهم كل صغيرة وكبيرة وينزلون أشد العقاب على من يخطئون ممن يشرفون عليهم أو يتصرفون في أمورهم ثم هم لا يفكرون في ان يردعوا أنفسهم بعقاب او عتاب فلوموا أنفسكم أيها الناس، نسأل الله جل جلاله ان يهبنا نعمة الانتصار على أهواء نفوسنا ويجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه حتى نفوز برضا خالقنا وسعادتنا في الدنيا والآخرة.

ساري
23-03-2007, 04:41 AM
اخي العزيز ابو بدر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البدايه ابارك لك الرقم المميز في المشاركات 555 واذا للبيع ترى فيه شاري

امزح معك ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

موضوع رائع للغايه ومهم جدا ولدى اضافه بسيطه حول هذا الموضوع تتعلق

بالنفس الانسانيه وتقسيماتها وهي على النحو التالي:

أقسامها ثلاثة (النفس الأمارة بالسوء - النفس اللوامة - النفس المطمئنة ).

عملها ( المستشار الأول للقلب ).

طبيعتها (امارة بالسوء ).

غذائها (الملذات والشهوات ).

والنفس تحب الأنطلاق وتكره القيود ونسمي صاحبها اليوم بصاحب الضمير الميت , وقد قال

الدكتور الداعية سعيد بن مسفر نقلا عن العلماء:

(ان النفس هي المجال الأول للأصلاح الانساني ).

أما أنا فسأدلل على أن هذا الكلام صحيحا بقول الله تعالى ( لن يغير الله مابقوم حتى يغيروا

مابأنفسهم ) , ونتيجة الاصلاح الانساني هي الفلاح عند الله والحصول على رحمته لانه قال في

محكم تنزيله (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها "قد أفلح" من زكاها و "قد خاب"

من دساها ) .

أما عن كيفية اصلاحها فيكون ذلك في جهادها وفي تأنيبها ولومها ان تعدت حدود الله حتى

ترتقي الى المرتبة الثانية من أقسام النفس التي أقسم الله بها وهي النفس اللوامة قال عز من

قائل ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ).

ومسمى النفس اللوامة في وقتنا الحاضر *الضمير الحي* , فان تمسكت في لوم نفسك وواصلت

مجاهدتها وصلت الى أعلى مراتب النفس وأفضلها وأحبها لله وفزت بتذكرة الدخول الى الجنة

وهي ( النفس المطمئنة ) وهاهو مبدع كل شيء يبشر صاحبها برضاه وجنته عندما قال في

كتابه (ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي

جنتي ).

ملحوظة : النفس كالدابة اما ان تركب عليها أو تركب هي عليك.

ختاما اكرر لك اخي الشكر على موضوعك وتقبل من كل المحبه

الزعيم
23-03-2007, 05:13 AM
الغالي ساري..


اولاً: يفداك الرقم وصاحب الرقم..

ثانياً: اشكرك من اعماق قلبي على هذه الاضافة الرائعة ، وهو ما اتمنى ان يكون عليه المنتدى ( اضافات تثري الموضوع )

عبدالله بن سدحان البدراني
24-03-2007, 02:30 AM
الزعييييييييييم
جزاك الله خير

الإنسان يستطيع بأمر الله وإذنه،
وبما أعطاه من قدرته القائمة أن يصلح نفسه بنفسه،
وأن يجدد ذاته ويخلقها بإذن الله خلقاً جديداً.
وهذه القدرة تأتي من قدرة ابن آدم على استشراف نفسه من داخلها،

تقبل خالص التحايا

ابن شنوت
24-03-2007, 12:36 PM
يعطيك العافيه على الموضوع المميز
واحب اباركلك الانفراد في زعامة اعضاء
المنتدى من حيث المشاركات وانشالله انك
تستمر في تفاعلك الكبير في المنتدى
وتقبل تحياتي....

الزعيم
25-03-2007, 01:34 AM
الغالي عبدالله بن سدحان

صدقت اخي العزيز

ولكن

(( ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ))

تقبل تحياتي

الزعيم
25-03-2007, 01:36 AM
الغالي ابن شنوت

تسل ياغالي ..

احترامي لشخصكم الكريم ..