يعتبر شعر المراسلات أحد أهم أغراض شعر الكسرة وهو ما يعرف بالشكوى والجواب. حيث يقوم أحد الشعراء بتوجيه مشتكى إلى شاعر آخر أو إلى عموم الشعراء .إذ يقوم هذا الشاعر بصياغة كسرة في الغالب تتكون من بيتين من الشعر طالباً من خلالها إبداء الحل والمشورة من الشخص الآخر التي وجهت إليه هذه الكسرة . وغالباً ما يكون موضوع هذا المشتكى الذي يجسد معاناة هذا الشاعر عن مشكلة تواجهه يريد لها حلاًَ .مثلاً عن هجر الأحباب أو قطيعة الأصحاب أو ظلم أحد الأشخاص له أو عن الخيانة أو نكران الجميل أو السهر والمعاناة والتي لابد أن يكون لها سبباً ،إلى غيره من تلك المشاكل الكثيرة التي قد يتعرض لها الإنسان في هذه الحياه . ومن بعد ذلك يأتي الرد من الشاعر الآخر حيث يقدم النصيحة والحل من وجهة نظرة على هذه الشكوى وذلك في كسرة مماثلة تتكون هي أيضاً من بيتين من الشعر. ويسمى هذا الرد (بالجواب) . على طريقة لكل سؤال جواب ، وهذا النوع من شعر الكسرة يعرف ـِ ( الشكوى والجواب ) .
وعلى صاحب الشكوى اختيار أحد الشعراء أصحاب الخبرة والمعرفة والرأي السديد حتى يحصل على الرد المقنع والجواب الشافي له . وعلى الشاعر المقابل( صاحب الرد ) أن يفهم المعنى الذي يقصده صاحب هذه الشكوى ، حتى يستطيع تقديم النصح والإرشاد . فأحياناً يأتي الرد ليسى المطلوب وذلك بسبب الفهم الخاطيء للشكوى ، فكما يقولون السؤال في جهة والجواب في جهة.
حيث أن فهم السؤال يعتبر نصف الإجابة ثم بعد ذلك يسهل الرد والجواب عليه .
ولهذا الغرض من شعر الكسرة قيمته الاجتماعية وذلك في تقويته للعلاقات الإنسانية حيث يتم من خلاله الشعور بمعاناة الآخرين ومساعدتهم للتغلب على ظروفهم والوقوف بجانيهم في السراء والضراء.