عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-2012, 06:48 AM   #1
افتراضي وادي الفرع .. عيون تجري و نخيل يثمر..وجبال تحفظ الذكريات

وادي الفرع .. عيون تجري و نخيل يثمر..وجبال تحفظ الذكريات

حسين بختاور - دخيل الأحمدي -المدينة المنورة تصوير- دخيل الأحمدي
الخميس 12/04/2012

يحفظ « وادي الفرع « بعيونه الجارية ومزارع نخيله وآثاره تاريخا عامرا بالذكريات . فالمكان يجمع بساطة الحياة بجلالها وجمالها ويعد الأكثر تمسكا بالعادات الحميدة التي توارثتها الاجيال عن الآباء والاجداد من إغاثة الملهوف واحترام الكبير وإعانة الضعيف ورعاية حقوق الجار. محطات كثيرة استوقفتنا ونحن نتجوّل داخل الوادى الشهير فالأودية تبكي الجفاف والنخيل عنوان الوادى وسفيره بات متعطشا للرعاية والاهتمام ..حكايات سمعناها وأخرى اختزنتها الكاميرا فى جولة « وادى الفرع «.
البداية ..لوحة الفقير

عند لوحة « الفقير « 22 كم من المدينة كانت الانطلاقة بعد معلومة اخترناها من قبل بأن الفقير هى القلب النابض لوادي الفرع وتبلغ مساحة الوادي أكثر من» 74» ألف كم مربع و بها أودية عميقة وجبال شاهقة ويبلغ عدد سكانها أكثر من «40» ألف نسمة وأن الوادي يشتهر بالعيون الثجاجة وزراعة النخيل الباسقات وأنواع الحمضيات مثل الليمون والبرتقال وكذلك العنب وأنواع الخضراوات ، وصلنا إلى بلدة الفقير وزودنا السيارة بالوقود ووجدنا أحد الأشخاص فعرّفناه بأنفسنا فرحب بنا أشد ترحيب وابلغنا أنه من أهل وادي الفرع ويدعى عبدالمطلوب البدراني» أبوناصر» وهو شاعر نبطي معروف في المنطقة وكان معه ابنه ، وطلبنا منه أن يعرّفنا على وادي الفرع إن أمكن والقرى التابعة لها خصوصًا وأننا متشوّقون لما نسمعه عن وادي الفرع فوافق ولكن اشترط علينا أن يكون الغداء في منزله بعد الجولة فاستجبنا لدعوته بعد إلحاح ورجاء لأكثر من «10» دقائق ، استقل ابو ناصر معنا السيارة وانطلقنا وبالفعل كان الوادي في بداية الأمر يدل على أن هناك شيئا ما يجذبك دون أن تعلم، الطقس معتدل والناس مبتسمة وهدوء المكان وروعته يجعلك تستمتع وأنت تسمع وترى أن أهالي الوادي لايزالون متمسكين بالوادي بالرغم من العوامل البيئة التي مرت بالوادي فمعظم الأودية والعيون قد جفت ومعظم المزارع قد ماتت ولكن أملهم بالله وإصرارهم على أن القادم سيكون أجمل يجعلك تشعر بأنك منهم، توقفنا عند إحدى العيون الأثرية والقديمة وشربنا من مائها وكانت عذبة جدًا ويقال لها عين « المضيق « مكثنا قرابة النصف ساعة وبدأ أبو ناصر يشرح لنا ، حيث أكد أن وادي الفرع كان قديما يمر به طريق القوافل القديم بين المدينتين المقدستين ويسمى الطريق الفرعي وفيه من العيون العدد الكثير بعضها اندثر بسبب قلة الأمطار وبعضها جارية إلى الان ومنها على سبيل المثال:الجميز ـ الزبيره ـ البيارـ السدر ـ مسيطح ـ السمنيةـ الهرميةـ الخوي ـ شدخ -كميتان ـ الفقيرـ الشعبة – الصدر- المتلاقية – المرقاب-المضيق- اليسيرة- القابل - أم العيال - أبي ضباع - الربض – الملبنة- الحديقة-عين البنغالية – الخواجية- الناصفة- البعيث - الحصين – النجف.

جفاف العيون
بعدها انتقلنا إلى عين أخرى بقرية أم العيال يقال إن اسمها عين «أم العيال « فوجدناها قد جفت ولا يوجد بها ماء فسألنا عن السبب وأكدوا لنا أنها قلة الأمطار بالعيون المائية في منطقة وادي الفرع إضافة إلى العديد من العوامل التى من أهمها: انخفاض كميات المخزونات الجبلية والجوفية التي تغذي العيون سواء بسبب تناقص معدل كميات الأمطار خلال العقود الأخيرة، أو سبب الاستخدام غير المدروس للمياه الجوفية في منطقة العين، أو المناطق المجاورة لها ، المشاكل الإدارية التي يواجهها نظراء العيون بسبب بدائية تلك التنظيمات، وخاصة ما يتعلق بتوفير الأموال اللازمة لصيانة العيون ومجاريها الجوفية والسطحية؛ إما بسبب تخلي ملاك الماء والنخيل عن أملاكهم ونزوحهم إلى المدن، أو عدم التزام بعضهم بدفع ما يقرره النظراء عليهم من رسوم أو حصص مالية لأغراض صيانة العين وإصلاحها إضافة إلى المشاكل الفنية التى تتعلق بعدم تطوير أساليب استغلال مياه العيون، أو تحسين منابعها ومجاريها بشكل يحفظ العين من الانهيارات الأرضية والتسربات المائية.

مزارع جافة
و لفت نظرنا أيضًا أن معظم مزارع النخيل والفواكه قد جفت أو ماتت بسبب قلة الأمطار وجفاف العيون بالرغم من أن المنطقة زراعية وقد اشتهرت في وقت سابق بالتمور ووصل صيتها إلى مكة المكرمة قبل الإسلام ، حيث أكد لنا أن بعض كتب التاريخ ذكرت أن الفرع أول قرية جلبت التمر إلى مكة المكرمة عندما استقر إسماعيل عليه السلام وأمه فيها، وهذا دليل على أن (الفرع) كان ذا عطاء وفير في زروعه وخيراته منذ ذلك الزمان وقبله وأكد لنا عدد من أهل المضيق أن المضيق كانت تغطيه النخيل حتى لاتكاد ترى زرقة السماء من خلال سعفه .

مسن يحكي لنا
توغلنا بعدها داخل قرية « المضيق « واستوقفنا مشهد رجل طاعن في السن فترجلنا للسلام عليه وسألناه عن عمره وكنيته فقال : عمري «98» سنة ويدعى عم «عناية الله البدراني» أبو عابد وذكرنا له أننا سمعنا عن مسجد صلّى فيه الرسول عليه الصلاة والسلام فقال بالحرف الواحد « أعرفه.. هذا مسجد النبي « وطلبنا منه أن يصحبنا وبالفعل ركب معنا السيارة وتوجهنا إلى مكان سمّاه لنا «بالبريد» في مضيق الفرع وقال : إن النبي عليه الصلاة والسلام صلّى فيه وعندما سألنا أحد الأعيان وكان موجودا ويدعى الشيخ إبراهيم البدراني قال : إن اسمه «البرود « وقد حرّفت العامة اسمه إلى «البريد» تصغير البريد ولا يزالون يطلقون على المكان اسم «مسجد النبي» صلى الله عليه وسلم وأضاف : انتم الآن في مضيق الفرع و يعرف اليوم بأكمة في جبل وادي « العرب « وهو أحد الأودية التي تسيل في وادي المضيق ويأتي سيله من الشمال إلى الجنوب ليصب في الوادي الكبير الذي يجعل خيفي القويبل بالمضيق يمنة ويسرة عن الوادي ويقال ان هذا هو المسجد الثالث من مساجده عليه الصلاة والسلام بوادي الفرع ويوجد مسجد في أعلى قمة الجبل والمسجد الأخر بالقرب من الأكمة من الفرع وهي معروفة اليوم وتقع غرب قرية أبي ضباع ويطلقون عليها المصلى وهذا معروف لدى سكان الفرع (في أبي ضباع) وهذا يعني أن هناك مسجدين صلّى بهما النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما على الأكمة من الفرع وهو الذي قال فيه واستراح وهو الأعلى، ثم الأسفل الذي صلّى فيه الظهر واستقبل القبلة ودعا بالبركة.

وادي مكة
طلبنا من أبو ناصر أن ننطلق إلى القرى التي تليها وبالفعل توجهنا إلى وادي قال لنا إنه يسمى « وادي مكة» فسألناه عن سبب التسمية فقال إنها تسمية قديمة ويعتقد أن السبب هو وصول السيول من مكة المكرمة إلى الوادي مباشرة وأكد لنا أن الوادي كان يغرق بالسيول وأن الأهالي طالبوا بوجود سد لتزدهر الزراعة كما كانت في السابق ، ولفت نظرنا الجبال الشاهقة وكثرت الآثار والعلامات التي تدل على مرور الماء منها وأكد توقعنا أبو ناصر وقال في فصل الربيع عندما تكثر الأمطار تكثر فيها شلالات المياه ويرتادها الزوار في أوقات الأمطار من جميع الأنحاء

أبو ضباع
توجهنا بعدها إلى قرية ابو ضباع فوجدناها قرية هادئة جدًا ومنظمة وهي أخر قرى وادي الفرع ويوجد بها العديد من المدارس ومركز صحي ومركز إمارة ومكتب خدمات بلدية. قرى وادي الفرع : فيما أكد لنا أبو ناصر أن عدد قرى وادي الفرع يتجاوز الـ» 40 « قرية من أهمها قرية الفقير والتي بها الان جميع المرافق الحكومية وقرية المضيق وأم العيال وقرى أبو ضباع ويتبع وادي الفرع إداريا اليتمه والأكحل وقرى وهجر كثيرة جدا .


المصدر جريدة المدينة
http://www.al-madina.com/node/370438#comment-645386







التوقيع

يـا عــيــن حـــــذرا لايــجـــي خـــــدي الـــذرف
عــلـى االـمـقـفــي مـا لـحـقـنــي حـسوفــــــــات
ومــن لا حـسـب لــي بانفـلـه نـفـلـة الــــزرف
لا صــــار فــاضــي مــــا يــخــوض الـمـهـمـات

عبدالمطلوب مبارك البدراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس