[سلمان الحجيلي]

ظالم أم مظلوم

لا يمكن أن نجد مجلسا من مجالس المعلمين إلا ونجده يبدأ بالتضجر من الحالة

التي وصل إليها حال المعلم من عدم الاحترام والتقدير سواء من قبل ( الطلاب أو

المجتمع ) ولعل مما يزبد من تذمرهم واستيائهم ما كان يتمتع به المعلم سابقا من

التقدير والاحترام .

والسؤال هنا :

ما الذي حصل ؟ ؟ أو بمعنى آخر ما الذي استجد ؟؟

المعلمون يقولون السبب الطالب – المنهج – النظام ......................الخ

لكنهم يتناسون أن لهم أو حتى لا يغضبوا لنقل (لبعضهم )أكبر الأثر في تدني شعبية
المعلم .

إخواني المعلمين :

لقد عاصرت الجبل القديم وعاصرت الجيل الجديد ووجدت الفرق كبير بين الجيلين

ولن أتطرق لكل شيء الآن ولكن سأحكي لكم قصتين عن الجيلين :

القصة الأولى :

كان لدينا مدرس كبير في السن ربما تجاوز الستين من عمره معين بمرسوم ملكي

كما كان معمول به سابقا عند التعيين . وكان هذا المعلم يدخن فيشرب سيجارة واحدة

في غرفة المعلمين أثناء الفسحة الثالثة فقط . وفي أحد الأيام وصلنا معلم منقول وكان

أكبر منه سنا . وقد لاحظت أن المعلم الأول أصبح يخرج من المدرسة في الفسحة الثالثة

ثم يعود وأنه لم يعد يدخن . وبدافع الفضول سألته عن السبب
.
فقال : ( ألا تعرف أن هذا الأستاذ الجديد كان معلمي فكيف أدخن أمامه )

معلم تجاوز الستين يقدر معلمه ولا يستطيع أن يدخن أمامه

هل سيحصل هذا من معلمي اليوم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وحتى لا أطيل عليكم سأحكي القصة الثانية باختصار :

شاهد الأب ابنه يخرج من البقالة أثناء الدراسة فلحق به ووجد معه علبة سجائر

أخرجه المعلم من الحصة لشرائها

فالمعلم هنا لم يحترم الطالب ولم يحترم الأب الذي وضع ابنه أمانة عنده

إخواني :

أنا أعرف أن المعلم يتعرض لضغوط من عدة اتجاهات لكن لماذا يساهم بشكل أو بآخر

في تحويل نظرة المجتمع عنه وعدم تقديرهم له .

أخوكم

سلمان الحجيلي