الموضوع: الحجة والإقناع
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-08-2014, 12:32 PM   #1
معلومات العضو
عبدالله مناور البدراني
مشرف منتدي الكسرات

الصورة الرمزية عبدالله مناور البدراني
إحصائية العضو







آخر مواضيعي
افتراضي الحجة والإقناع


الحجه الدامغة , والإقناع للغير يحتاج إلى فهم وذكاء وحنكة وليس إلى رفع الصوت والإشارة باليدين وتحديق العينين فهذه كلها أساليب ضعيفة ومكشوفة .
والحجة القوية نعمه عظيمه ولكن إذا تُوجت بأدب الحوار ومقارعة الحجة بالحجة ، حتى يتبين من هو صاحب الحق أو من هو أقرب إليه .
وفي العالم المادي تتعدد وسائل الإقناع بالاعتماد على المغريات المرئية والواجهات البرّاقة التي تسحر الأعين والآذان .. وفي لحظات الانبهار يمكن تمرير أي فكرة بل وترسيخها في قعر المخ البشري . ادوات وأساليب مختلفة "ومكلفة ماديا في بعض الأحيان " تستخدم وتُمارس في سبيل زرع الوهم في أذهان المُستهدفين .. وبمجرد اقتناعهم تكون المهمة قد نجحت .
وعلى الصعيد الفردي وبالتحديد عندما يتنافس اثنان أو اكثر على إقناع بعضهم .. ربما يصل بهم السُعار والتعطش للانتصار الى تجاوز الخطوط الحمراء وتخطي حدود المألوف والاستعانة بمئات المصادر المترامية والمتلاطمة والمشبوهة .. عندها تضعف نبرة المصداقية تدريجياً إلى أن تُفتقد كلياً وتبقى المسألة مجرد أصوات فارغة تتصارع لفرض الرأي فقط في النهاية ينجح أسلطهم لساناً في الإقناع ليجد نفسه قد حقق انتصاراً ساحقا باعتبار أنه خدع غيره بشيء غير مقتنع به هو شخصياً .
عالم الشُبهات الذي يصنعه مثل هؤلاء يحتاج الى دمغ و قمع بالحُجة الواضحة البينة فطبيعة البشر تميل دائماً وتنجذب الى شعاع الحق .. وتتجه فطريا الى نافذة الحقيقة ذات المصدر الموثوق والمعروف .
لذلك نلاحظ أن كلمة الحق لدى " قوي الحجة " لا تحتاج الى جهد لإخراجها فهي تجري في شفته كجريان المياه في الأنهار .. بالضبط كالصائغ الذي يملك الذهب الخام ويشكله بعدة أشكال .. قلائد .. خواتم ..
أقراط .. مختلف الأحجام والتصاميم النفيسة ... تجمعها حقيقة واحدة .. ومعدن واحد .
وبالرغم من ندرة أصحاب الحجة القوية مقارنة بأصحاب المهاترات والجدال الذين يغص بهم المجتمع إلا أن صوت أولائك الأقلية يدحض جميع المزاعم الباطلة والإرهاصات الغريبة التي تظهر بين حين وآخر ..
فكلمة الحق دائما مسموعة .. وكل من يريد تجنبها والالتفاف حولها لن يجد طريقا لتحقيق ذلك سوى أن يتحين الفرصة التي يغيب فيها من يمتلك الحجة الواضحة المشرقة .

وفي ظل هذا الغياب سيبدأ عواء الظلام في التعالي ، وتنطلق معارك أصحاب الألسنة الطويلة باستخدام جميع الطرق والحيل والوسائل والأدوات اللازمة للإقناع ، باللعب على نقاط الضعف والقوة والاستدلال بثقافات الشرق والغرب ، و استحضار الإمبراطوريات المتقدمة والمتأخرة ، و رحلات مطوله في الرأسمالية والاشتراكية ، و الاستعانة برأي الأديان الأخرى ، واستعراض المكاسب الاقتصادية والمنافع المادية العائدة من قبول هذا الرأي وذاك حرب إقناعية وحصار كلامي سيفضي في النهاية الى رابح وخاسر والحقيقة تقول أن جميعهم خاسرون .
نحن نحتاج إلى قوي الحجة الذي يترجم ما نود قوله وما نؤمن به على شكل كلمات وعبارات وجمل توضع في قوالبها الصحيحة فأشعة الحقيقة في طبيعتها واضحة جليّة .. " تحتاج فقط إلى صياغة .. ولا تحتاج إلى إقناع " .
فلنرتقي بتفكيرنا ونبتعد عن أساليب الغش والخداع فالحجة الواضحة كالشمس البازغة في كبد السماء لا يمكن أن نخفيها بغربال .
بقلم / عبد الله مناور البدراني







التوقيع

أنا بـدوي والـجود أ ول شعاره= والثانية عندي مبـادئ وقـوانين
أحب من يوفي صديقة وجارة = وأحب من يمشي على منهج الدين
ربعي وناسي كلهم في الصدارة = كـل الـعـلـوم الـغانـمـة لـلـبـداريـن
وعندي عليها إثبات ماهي كبارة= أهل العقول الراجحة والموازين
أهل الوفاء والمرجلة والوقاره= ربعي بني بدران في العسر واللين
لا لاح برق الحرب واقدح شرارة= نصمد كما تصمد شموخ الضلاعين
حنـا لـنا البارود فــن ومـهـارة=وتبقى قـبايل حـرب سـم المعادين
=def-4444@hotmail.com
عبدالله مناور البدراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس