الخميس 10 شعبان 1428هـ الموافق 23 أغسطس 2007م العدد (2519) السنة السابعة
الزواج الجماعي حل لظاهرة العنوسة
بقلم : عبدالمطلوب البدراني
كلما أخذت قلمي لأكتب في أحد مواضيع العصر المتجددة وجدت نفسي مرغما على الكتابة في المواضيع الاجتماعية والأسرية لدى مجتمعاتنا الخليجية عامة ومجتمعنا السعودي خاصة وإن كانت مواضيع كلاسيكية وقديمة إلا أن هناك إشكاليات لم تجد حلا حتى الآن وطالما أنها كذلك فلا مانع من تكرار الكتابة عنها وأن ننثر حبر القلم على صفحات الصحف وفي المنتديات عن مشاكلنا الاجتماعية لعلنا نجد حلا ناجعا لها وهذه أولى المشاكل التي سأكتب عنها.
إننا لا ننكر أننا نعيش كارثة اجتماعية طالت كل أسرة بل وكل منزل في وطننا الحبيب وهي مشكلة ارتفاع تكاليف الزواج وغلاء المهور وكم كتبت وكتب غيري من مقالات بهذا الخصوص دون جدوى وكانت نتيجة هذه الكارثة حسب تقارير هي مليون ونصف المليون من العوانس في وطننا بمن فيهن المطلقات اللائي أصبحن يشكلن نسبة مخيفة في مجتمعنا ونحن يجب ألا ندفن رؤوسنا في الرمال خوفا من العاصفة الرملية كما تفعل النعامة وتكون النتيجة دفنها حية وبالتالي موتها, بل يجب أن تكون هناك استراتيجية متكاملة تقوم بها الدولة والمجتمع لمواجهة هذه الكارثة الاجتماعية وهناك طرق عديدة يمكن أن تساعد في نجاح هذا المشروع مثلا الزواج الجماعي أثبت نجاحه في كثير من الدول وعندنا في السعودية كذلك وأيضا تحديد المهور يمكن أن يجتمع الآباء في كل قبيلة أوفي كل قرية أو مدينة ويتفقوا على تحديد المهر المناسب وهذا أيضا يطبق الآن لدى بعض القبائل والأسر وأثبت نجاحه ودعم الصناديق الخاصة بالزواج من قبل الحكومة ومن قبل المواطنين المقتدرين ودعم الجمعيات الخيرية التي تساعد الشباب المحتاجين على تكلفة الزواج وعلى أجهزة الإعلام بكل أنواعها والكتاب والمثقفين وعلمائنا الأجلاء والدعاة الدور المهم في نجاح هذه الاستراتيجية، كما أنه يجب عليهم تنوير الآباء والأمهات برأي الشرع في قضية تكاليف الزواج والمهور الباهظة التي لا يقدر عليها أحد وكذلك توضيح خطورة أن تصل ابنتهم إلى مرحلة العنوسة أو أن يتم طلاقها من زوجها لأسباب تافهة من الزوج أو الزوجة.
إن ما نعاني منه ليس سببه الأسر فقط ولكن هناك أسباب كثيرة منها أسباب اقتصادية مثل البطالة السائدة لدى الشباب الذي وصل إلى سن الزواج وهناك أسباب اجتماعية كالعادات والتقاليد القبلية كحجر البنت لابن عمها ومنها المسلسلات والأفلام وصيحات الجوال والإنترنت والعصر بكامله فهو عصرهن وأنا لا أعفي الرجل من دوره لأن على الرجل الدور المحوري في المحافظة على استقرار حياته الزوجية وعليه أن يكون قائدا حكيما حليما عفيفا وأن يكون ذا فراسة وبصيرة نافذة.
ختاما، أذكركم بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه".
http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.a...no=2519&id=833